لماذا يشعر الموظفون المدنيون الصينيون بسعادة لاحتلال منازل الأويغور في شينجيانغ(تركستان الشرقية)

0

لماذا يشعر الموظفون المدنيون الصينيون بسعادة لاحتلال منازل الأويغور في شينجيانغ(تركستان الشرقية)

بقلم: الأستاذ الدكتور دارين بايلر

المترجم: آزاد أويغور   

        

موظف صيني يقدم للطفل الأويغوري الذي تم تعيينه لعلاجه ك”الأقرباء” كتاباً صوراً مسمياً “صيننا”، في صورة غير مذكور تاريخها من رابطة الشباب الشيوعية الصينية في شينجيانغ.

ملاحظة المحرر: دارين بايلر هو أستاذ في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية في جامعة واشنطن في الولايات المتحدة، يركز بحثه على الأويغور وثقافته. الآراء الواردة في هذا التعليق خاصة به.

     (س ن ن ) على مدار السنتين الماضيتين، انكشفت الأنباء ببطئ عن الإحتجاز الجماعي لأغلبية المسلمين الأويغور في منطقة ذاتية الحكم شينجيانغ ( تركستان الشرقية) في غرب الصين.

     إن هذه التقارير قد اجتمعت فى الخطوط الأساسية لنظام كابوس من معسكرات السجون الضخمة وأنظمة المراقبة الممكنة. الأويغور، هم مجموعة عرقية من حوالي 11 مليون نسمة وهم السكان الأصليون في آسيا الوسطى، يعتبرون أنفسهم “شعب مدمر”.

     قد وصفت السلطات الصينية مشروعهم بإعادة هندسة المجتمع الأويغور كرد على التطرف الديني وتهديد الإرهاب. عند عدم الحرية الصحافة، قصص الهجمات العنيفة من قبل الأويغور تم تضخيمها إلى كل دليل لمقاومة سيطرة المنطقة.        

     

      ويقدر ما يصل إلى مليون أويغور قد سُجنوا في داخل المخيمات، وفقا على ما قاله العالم أدريان زينز وهيومن رايتس ووتش. بكين قد أنكر أن هذه المخيمات مكان الإحتجاز، وتدعي بدلا من ذلك أنها “مراكز تدريب المهن” التي يسعد الطلاب بحضورها.

     بينما يزداد الغضب عن هذه المعسكرات حول العالم، أكثر من مليون موظفي الحكومة، أغلبهم عرقية الصينيين الهان الأغلبية، أرسلوا إلى بيوت الأويغور بهدوء لمراقبة وتقييم الأويغور لهذه العملية.

     هؤلآء “الأقرباء”، كما تم تدريبهم على تسمية أنفسهم، هم جزء من محاولة استيعاب السكان الأويغوريين بشكل كامل عن طريق تقويض الأشياء الأساسية مثل الدين واللغة، بنية الأسرة والثقافة الغذائية.

     ذكرت تقارير عن النظام “الإقامة بالمنزل” التي نشرت في الإعلام الرسمي للمنطقة أن الزيارات ستقوي “الوحدة العرقية” مع صور نشرها أعضاء الحزب الشيوعي يبتسمون مع عائلات الأويغور.

     عندما زرت المنطقة في إبريل 2018 قابلت بعض هؤلآء الموظفين المدنيين الهان. وسألتهم أن يخبروني عن عملهم هذا وماذا يفكرون فيه.

     من خلال بحثي وجدت أن هؤلاء “الأقارب” قد تم إعطاءهم مهمتين رئيسيتين عند وصولهم إلى منازل الأويغور.

      أولويتهم الأولى هي تقصي الحقائق. هم مكلفون بالكشف عن المواقف الدينية و القومية العرقية. كما أنهم يحاولون فهم الإخلاص عند الأويغور لأفراد عائلتهم الذين تم إعتقالهم.

     الدليل الذي يستخدم من قبل “الأقارب” في محافظة كاشغر لطرح أسئلة على أطفال الأويغور فيما يتعلق القضايا الحساسية لأن “هم سيقولون الحقيقة”. المعلومات التي جمعت من خلال هذه العملية تدخل إلى نظام الأمن الرقمي، حيث تحدد السلطات رفيعة المستوى من الذي يجب إرساله إلى المعسكرات.

     المهمة الثانية لهؤلآء “الأقارب” إظهار الدفئ أو رعاية الأويغور.

في أصداء المحاولات العسكرية الأمريكية لكسب قلوب وعقول الأفغانيين والعراقيين في العقد الأول من ذات الصلة “الحرب على الإرهاب”، وهذا النهج يركز على إظهار التعاطف فيما يتعلق بظروف العيش الأويغورية وطرح الأسئلة المتعلقة بالأشياء التي تحسين حياتهم.

     صورة التقطت في يوم 2 يوليو 2018، يظهر رجل يسير أمام جدار يحمل شعار الحزب الشيوعي الصيني في كاشغر.

     وبالطبع ، لا يشمل هذا الشكل من الرعاية التعاطفية مع أفراد العائلة المفقودين والمعتقلين. الدليل الذي يستخدمونهم في كاشغر يحذرهم من هذا. وطلبت منهم أن يحرصوا على عدم القيام ب”غسل دماغهم” للتعاطف مع عائلات الأويغور.

     وجدت أنه كان من الصعب على غالبية الموظفين المدنيين الذين تحدثت معهم وضع أنفسهم في موقع الأويغور الذين كانت حياتهم ومجتمعهم يدمرون. لقد رأوا أن نوع الأبوية العنيفة التي كانوا يمارسونها عند الضرورة، لإيجاد حل لما أسموه “مشكلة شينجيانغ”.

     يعتقد الكثيرون منهم أن السيطرة على جميع جوانب الحياة الأويغورية كانت الطريق الوحيد للتقدم على الأمام مع مشروع الأمة الصينية.

     جادل جورج أورويل بأن الناس عندما يؤمنون بضرورة سيطرتهم، يصبحون مهووسين بعدم الاحترام من جانب الآخرين. أن سيطرتهم تحتاج إلى أن تُحبب. في مثل هذه الحالة، يشير أورويل إلى أن الإجراءات تصر على أنها جيدة أو سيئة، وليس على أساس مزاياها الخاصة، ولكن حسب من يقوم بها.

      وفي ظل هذه الظروف يثير الغضب مثل الحبس بدون محاكمة، عزل الأطفال واحتلال منازل الأقليات أمر طبيعي وضروري.

     أخبرني كثير من المدنيين الهان الذين شاركوا في جهود إعادة التعليم الأويغور الواسعة، لا سيما آخر القادمين إلى شينجيانغ، بأنهم يرون أنفسهم كأنهم يبنون نوعًا من القومية الهانية العلمانية. وهذا الدافع، جنبا إلى جنب مع السيطرة الشمولية للقيادة الصينية، جعل مسألة أخلاقيات نظام المعسكرات سؤالًا أصعب بكثير.

     بالنسبة لهم كان من الأسهل أن يقولوا إن في نهاية هذه مؤلمة، ولكن عادي، عملية ستكون فائدة طويلة الأمد للأويغور وكازاخيين في شينجيانغ – أقلية العرقية المسلمة الأخرى في المنطقة. في النهاية، من خلال هذه العملية ستكون شينجيانغ علمانيا وآمنا للشعب الهان.

     كثير من “الأقارب” يؤمنون بأنهم يضحون أوقاتهم وطاقاتهم في إعادة تأهيل المسلمين، عند العودة أنهم يؤمنون بأن يستحقوا للترحيب الحار من قبل إخوة وأخواتهم الأويغور والكازاخ.   

     أنهم ليسو قادرين على التفكير في تأثير ما يقومون بهم من وجهة نظر جيرانهم المسلمين.

     وكما لاحظت هانا أرندت منذ عقود حول أنظمة القمع الجماعي في أماكن أخرى، أن تفاهة عدم حرية الأويغور كانت مجرد نتاج أولآئك الذين “يقومون بواظائفهم” في السلطة.  إلى أن يتمكن “الأقارب” هان من مواجهة ما اضطروا إلى تشريعه، أن المقاومة على مشروع الهندسة البشرية الذي تديره الدولة في شينجيانغ ستظل أمراً لايمكن تصوره.

https://edition.cnn.com/2018/11/09/opinions/uyghur-home-visit-opinion-intl/index.html?no-st=1543589798

     

   

     

     

    

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *