الأويغور أتراك أكثر من كون أهل شنغهاي صينيين.. وهذه حقيقة إجبارهم على الإسلام 

0

وكالة الأويغور للأنبا

25-07-2019

عربي بوست

pastedGraphic.png

السلطات الصينية تستعمل كاميرات لمراقبة الأويغور المسلمين/ رويترز

  

محتويات الموضوع

  • هلالأويغوركانوادوماًجزءاًمنالصين؟
  • الحقيقةالغائبةبشأننشرالإسلامقسراً
  • الإسلاموافدغريبعلىالمنطقة
  • الأويغورأتراكأكثرمنكونالصينيين «صينيين»
  • الجدلحولهويةالأويغوروأنهامختلقةحديثاً
  • لماذالاتستوعبالصينالجديدةالأويغور؟
  • لكمفيبوتينأسوةحسنةجزئياً
  • المشكلةليستمعالأويغورفقط

مرَّ الكتاب الأبيض الذي أصدرته الصين مؤخراً، الذي ينفي الهوية التركية لمسلمي الأويغور، ويتهم العرب بنشر الإسلام بينهم قسراً، مرور الكرام، رغم ما فيه من أطروحات خطيرة تمهِّد لتغيير هوية الأويغور وشرعنة لمشروع إجبارهم على تغيير عقيدتهم.

يحمل الكتاب الكثير من الحقائق وكثيراً من المغالطات بشأن تاريخ الأويغور وتاريخ إقليم شينجيانغ الذي يسكنون فيه قبل أن يحمل هذا الاسم، الذي يعني بالصينية الإقليم الجديد.

 وهي مغالطات تعتمد نهجاً إذا تم تطبيقه على الصين نفسها فإن هذا من شأنه إنكار وجود أمة الصين نفسها، مثلما تنكر بكين هوية الأويغور.

هل الأويغور كانوا دوماً جزءاً من الصين؟

الحديث عن أن هذه المناطق كانت دوماً جزءاً من الصين يحتاج إلى فهم أعمق.

نعم سيطرت الصين على مناطق الأويغور لقرون طويلة مثلما سيطرت لفترات مماثلة على مناطق متاخمة أخرى مثل منغوليا والتبت.

ولكنها كانت بمثابة سيطرة خارجية قسرية في نظر هذه الشعوب الذين كانوا دوماً مختلفة عن الصينيين.

pastedGraphic_1.png

الفتوحات الإمبراطورية والهجرات شكلت الهوية الصينية كغيرها من الأمم/Istock

وفِي المقابل، فإن الشعوب البدوية وشبه البدوية المجاورة للصين، مثل المغول والإتراك والمنشوريين والأندوإيرانيين حافظوا لقرون طويلة على حكم مستقل لبلادهم، وأسسوا إمبراطوريات حكمت بدورها الصين ذاتها  لقرون طويلة.

والمفارقة أن الأصل الصيني لموطن الأويغور يشير إلى انضمامه المتأخر للصين، إذ إن كلمة إقليم شينجيانغ (Xinjiang) تعني الإقليم الجديد باللغة الصينية، أو الأراضي الحدودية الجديدة.

الحقيقة الغائبة بشأن نشر الإسلام قسراً

الغريب إن الاتهام للعرب بنشر الإسلام قسراً لم يقابل برد من الدول العربية ولاسيما الإسلامية الذي يعد طعناً في دينها وتاريخها.

هذا الاتهام، بالإضافة إلى أنه يقدم مبرراً تاريخياً لتغيير هوية الأويغور بما فيها عقيدتهم، فإنه أيضاً حجة مغلوطة كررها دوماً الشعوبيون المعادون للإسلام، ونفاها العلماء الغربيون الجديون، مثل ويل ديورانت في مؤلفه الموسوعي قصة الحضارة ، والمستشرق البريطاني الشهير «ديلاسي أولياري» .

وفِي هذا الإطار تظهر شهادة المؤرخ البريطاني المرموق «توماس آرنولد» الذي قال بعد دراسته لأسباب اعتناق الشعوب للإسلام بعد الفتوحات: «لا نسمع أبداً أي شيء عن محاولات منظمة لفرض الإسلام بالقوة على السكان غير المسلمين أو عن أي اضطهاد ممنهج بنية القضاء على الدين المسيحي» .

وأضاف قائلاً: «لو قام الخلفاء فعلاً باتخاذ هذا المسار لكانوا اقتلعوا المسيحية بسهولة كما قام فيرديناند وإيزابيلا بطرد الإسلام خارج إسبانيا، أو كما قام لويس الرابع عشر بجعل اعتناق المذهب البروتستانتي جريمة يعاقب عليها القانون في فرنسا، أو كما تم منع اليهود من دخول إنجلترا لمدة 350 سنة» .

والثابت تاريخياً وفقاً لشهادات عدد كبير من المؤرخين الغربيين، أن الإسلام هو أقل الأديان استخداماً للقوة لنشر عقيدته حتى لو حدثت تجاوزت متعددة، ولكنها تظل أقل من الحضارات الأخرى.

بل على العكس، فإن فكرة التعايش مع المختلف دينياً كانت جزءاً أساسياً من سمات الحضارة الإسلامية، حتى إن الجواري في حرملك خلفاء المسلمين العرب والأتراك كن يحتفظن بعقائدهن الأصلية، وإذا  اعتنقن الإسلام يكون بإرادتهن إما اقتناعاً بالإسلام أو لتسهيل عملية صعودهن الاجتماعي.

المفارقة أن هناك دلائل على أن بعضاً من حكام المسلمين لم يكونوا يرحبون بالاعتناق الجماعي للإسلام  للسكان من قِبل البلاد المفتوحة ، حتى لا تقل موارد البلاد أو يحدث صعود اجتماعي للمسلمين الجدد.

وهناك واقعة شهيرة حدثت في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز عندما أرسل له أحد عماله شاكياً أن الخراج قد نقص بسبب رفع الجزية عمن أسلم، أجابه عمر: «إن الله بعث محمداً هادياً ولم يبعثه جابياً» .

الإسلام وافد غريب على المنطقة 

يلمح الكتاب الأبيض الصيني إلى أن الإسلام هو الدين الأحدث في المنطقة، الأمر بهدف  التقليل من شرعيته، والتعامل معه كوافد غريب بعد نحو 1300 عام من وصوله، وهي حجة يكررها المتطرفون المعادون للإسلام في كل مكان من أوروبا للبلدان العربية وصولاً للهند وميانمار.

المفارقة أن هذه الحجة تخالف إحدى أبسط الأفكار السائدة في الحضارة الغربية، وهي أن الأحدث هو الأفضل.

ولكن الأهم أن تطبيق هذه المقولة على باقي الديانات والحضارات والثقافات من شأنه المطالبة بطردها كلها من مناطق وجودها.

فمثلما البوذية والكونفوشية أقدم من الإسلام في آسيا، فهناك عقائد أقدم منهما من حقها أن تطالب بتطبيق هذا المنطق.

وكما أن المسيحية أقدم من الإسلام في الشرق الأوسط، فاليهودية أقدم من المسيحية، والديانات الوثنية أقدم من كليهما.

الأويغور أتراك أكثر من كون الصينيين «صينيين» 

إحدى النقاط الرئيسيّة في الكتاب نفي تركية الأويغور استناداً إلى أن هذه المناطق كان يسكنها أقوام أخرى قبل الأويغور وأن سكان الإقليم ينتسبون لهذه الأقوام القديمة أكثر من الأتراك الأويغور.

وهو منطق لو طبق على بقية العالم لتم نفي هوية معظم الأمم الموجودة بما فيها الصين.

فإنجلترا قبل أن يغزوها البحارة والمقاتلون الأنجلو ساكسون (الإنجليز والساكسون) القادمون من ألمانيا والدنمارك وهولندا، كانت موطناً للكلت (أولاد عمومة الإيرلنديين والاسكتلنديين والويلزيين).

ولا يمكن إنكار المكون الكلتي في الدماء الإنجليزية، ولكن هذا لا ينفي الهوية الأنجلو-ساكسونية التي يعتز بها الإنجليز.

وسيكون الأمر أسوأ لو طُبِّق على الصين.