وكالة الأويغور للأنباء

17-10-2019

أعربت ماليزيا عن استيائها الشديد يوم الأربعاء إزاء تقرير صحفي أجنبي نقلاً عن انتقاد دبلوماسي من البلاد لمعسكرات الإعتقال الخاصة بالأقليات العرقية في منطقه شينجيانغ (تركستان الشرقية).

وكانت وزارة الشئون الخارجية الماليزية قد أشارت إلى مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز في الأسبوع الماضي عن حساب خاص قام به الدبلوماسي الماليزي الذي زار بعض المعسكرات في مدينتين في شينجيانغ.

تعرضت الصين لانتقادات لأنها وضعت أكثر من مليون من الأقليات المسلمة في شبكة واسعة من معسكرات الاعتقال منذ شهر أبريل 2017، متهمة إياهم ب”التطرف الديني” و”أفكار غير صحيحة سياسياً”، وتدعي بكين هذه المعسكرات بالمدارس الداخلية والمراكز المهنية.

وأفادت صحيفة التايمز أن المبعوثين يمكنهم الشعور بالخوف والإحباط من “الطلاب”، وفقاً لما ذكره الدبلوماسي الماليزي بعد زيارته التي قام بها في شهر ديسمبر الحالي مع عدد من الدبلوماسيين الآخرين معظمهم من الدول الإسلامية.

قد تكون لدى الصين أسباب مشروعة لتنفيذ سياسات تهدف إلى القضاء على خطر “الإرهاب”، وخاصة في شينجيانغ. ومع ذلك، وإستناداً إلى نهجها، فإنها تعالج القضية بطريقة خاطئة وغير شرعية، مثل منع القاصرين المسلمين من تعلم القرآن الكريم، وفقاً لما نُقل عن الدبلوماسي في تقريره.

وأشار الدبلوماسي إلى مدينتي كاشغر وخوتان الصاخبتين في شينجيانغ بأنهما “بلدتا زومبي” قائلاً إن الشوارع كانت فارغة تقريباً وأن الصين ربما تستخدم تهديد “الإرهاب” المزعوم كذريعة لتطهير المسلمين الأويغور حتى يصبحوا مواطنين صينيين مقبولين.

وذكرت وزارة الخارجية الماليزية في بيان لها إن تقرير تايمز يبدو أنه يحمل نية خبيثة، “معربين عن إستياء الوزارة الشديد من المقال وعدم موافقتهم عليه”.

وقال البيان إن الوزارة لا تعلق على تفاصيل إتصالاتها الداخلية التي هي مسألة سرية تامة مع تأكيد العلاقات الوثيقة بين ماليزيا والصين. وأضاف أن هذه الاتصالات ليست علنية.

وفي تقريرها تحت عنوان “الصين تريد أن يلتزم العالم بالصمت عن معسكرات المسلمين”، أثارت الصحيفة تساؤلات حول إدعاء الصين بأن معسكرات الإعتقال التابعة للدولة، والمحاطة بأسوار وأبراج مراقبة عالية، تعتبر محورية في مكافحتها للتطرف الإسلامي.

وذكر تقرير التايمز أن بكين وصفت المراكز بأنها مدارس داخلية، موضحة أن المحتجزين موجودون في المعسكرات طوعاً، ووضح التقرير كيف تختار الصين بشكل عام الزوار، بمن فيهم الصحفيون من الدول الصديقة الذين غالباً ما يستشهد بهم في وسائل الإعلام الصينية التي تديرها الدولة ويقدمون تعليقات منافقة.

لكن مثل هذه الرحلات لا تسير دائماً كما هو مخطط لها، وفقاً لمقال التايمز. وإستشهدت بتقريرين-أحدهما من مسؤولي الإتحاد الأوروبي والآخر من دبلوماسي ماليزي زار مدينتي كاشغر وخوتان في شينجيانغ العام الماضي مع إثني عشر دبلوماسياً آخرين من معظم الدول الإسلامية.

ونقل التقرير عن الدبلوماسي الماليزي قوله إن المندوبين في الرحلة يمكن أن يشعروا فعلا بالخوف والإحباط من” الطلاب “في معسكرات الإعتقال.

وفي يوليو، تعرض وزير الشئون الإسلامية في ماليزيا لإنتقادات حادة بعد أن وصف معسكر إعتقال الأويغور الذي زاره في الصين بأنه “مركز تدريب مهني”، الأمر الذي يتناقض مع المسؤولين الأمريكيين والجماعات الحقوقية التي شبهت هذه المرافق بمعسكرات اعتقال.

ووصفت إحدى الصور التي نُشرت في 26 يونيو على صفحة الفيس بوك للوزير مجاهد يوسف إن “المركز يدير أنشطة التدريب الصناعي بمهارات مختلفة مثل الخياطة والتشريع والفن وترتيب الزهور وما إلى ذلك”. ورفض المسؤول الإفصاح عن موقع معسكر الأويغور الذي زاره في الصين.

وذكرت منظمة العفو الدولية أن السلطات الصينية تصف المعسكرات بأنها مراكز “التحول من خلال التعليم” ولكن معظم الناس يشيرون إليها ببساطه بإنها “معسكرات إعادة التربية”. وقد تم سؤال رئيس الوزراء عن الأويغور.

جاء البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الماليزية يوم الأربعاء بعد أيام من تصريح رئيس الوزراء مهاتير محمد لبينار نيوز خلال مقابلة في نيويورك بأن القوة الدبلوماسية والإقتصادية الصينية ربما منعت الدول الإسلامية من انتقاد قمع الأقلية العرقية من الأويغور.

كان مهاتير، وهو بطل القضايا التي تؤثر على الجالية المسلمة، هادئاً نسبياً بشأن قمع بكين في شينجيانغ، حيث تم اتهام بكين باحتجاز أكثر من 1,500,000 من المسلمين في شبكة واسعة من معسكرات الاعتقال ومراقبة منتظمة منذ أبريل عام 2017.

ورداً على سؤاله حول التناقض الظاهر والتردد العام للعالم الإسلامي في انتقاد بكين حول قضية الأويغور، إستشهد مهاتير بما وصفه بالسلطة التي تتمتع بها الصين.

وقال الزعيم البالغ من العمر 94 عاما لبينار نيوز لأن الصين دولة قوية جداً. أنت لا تحاول فقط أن تفعل شيئا من شأنه أن يفشل على أية حال، لذلك فمن الأفضل إيجاد طرق أخرى أقل عنفاً لإستعداء الصين أكثر من اللازم، لأن الصين مفيدة بالنسبة لنا.

ولكن احتجاز الصين للأويغور بالملايين قد أثار انتقادات من جماعات حقوق الإنسان التي انتقدت مهاتير ومنظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة لعدم الحديث عن الأويغور حيث وصفت دول مثل الولايات المتحدة أعمال بكين في شينجيانغ بأنها “وصمة عار القرن”.

(المصدر: تركستان تايمز)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *