شهادة أمام اللجنة التنفيذية للكونجرس بشأن ممارسات الصين في تركستان الشرقية

0
روشه ن عباس

التنفيذي لمنظمة حركة الأويغور

وكالة الأويغور للأنباء

19-03-2020

شهادة أمام اللجنة التنفيذية للكونجرس بشأن ممارسات الصين، سلاسل التوريد العالمية، والعمل القسري، في تركستان الشرقية

روشه ن عباس ، المديرة التنفيذي لمنظمة حركة الأويغور

السادة / ماك جفرن عضو الكونغرس، السيناتور روبيو ، وأعضاء اللجنة الموقرين ، أشكركم على إتاحة هذه الفرصة لتقديم الشهادة أمامكم اليوم نيابة عن أفراد أسرتي المفقودين وعن الملايين من الأويغور الذين اختفوا في معسكرات الاعتقال في الصين والتي تعتبر أكبر شبكة في العالم للاتجار بالبشر والعمل القسري والذي يتم إدارته من قبل الحكومة.

إن ما يجري للأويغور والأتراك الآخرين، أصبح الآن معروفاً ولا يخفى على أحد، فالهوية العرقية الأيغورية تم تشويه سمعتها، والدين تم شيطنته، فقد استعملت الصين العنصرية والتكنولوجيا المتطورة كسلاح للقومية الصينية للقضاء على شعبنا، وإهانة كرامته الإنسانية وحقوق حياته الأساسية.

إن أختي جولشان عباس، طبيبة متقاعدة هي واحدة من هؤلاء الضحايا. فقد تم اختطافها من قبل “شرطة الشعب الصينية”  CCP في سبتمبر 2018 ، كإنتقام لحديثي الذي تم بمعهد هدسون عن الانتهاكات الصينية لحقوق الإنسان في تركستان الشرقية، حيث لم تسمح الحكومة الصينية بالتواصل معها منذ اختفائها كما لم تقدم أي دليل على أنها حية أو مكان وجودها.

تدعي الصين أن هذه المعسكرات المترامية الأطراف إنما هي مراكز إنسانية للتدريب المهني، وهذا إدعاء كاذب، حيث يشمل المعتقلون في هذه المعسكرات الأطباء والأكاديميين ورجال الأعمال والمهنيين، وكذلك الأطفال الصغار وكبار السن الذين لا يحتاج أي منهم إلى التدريب المهني.

وتشير التقارير والأبحاث الموثوقة التي تمت بشأن هذه المعسكرات ، على أنها تعمل على كسر الروح المعنوية لدى الأشخاص المتواجدين بها وتحويلهم الى مورد للعمالة القسرية.

لذا فإني اطرح سؤالي هذا: من هم المشترين والمستفيدين من هذه الأعمال القسرية التي تقوم بها أختي وغيرها المحتجزون في هذه المعتقلات؟ ,وأسال الماركات التجارية المشهورة مثل  GAP أو L.L. Bean أو Calvin Klein أو H&M هل تعمل أختي في أحد المصانع المتعاقدة معكم هناك؟ هل أنتم متواطئون مع الصينين في تحويل طبيب إلى عامل نسيج كعامل قسري في مصانعكم؟

يا شركة Nike “نايكي” : هل يعمل أخوات زوجي في أحد مصانعكم الكبيرة في الصين والتي تشغل أخوات زوجي كجزء من العمالة القسرية الأيغورية من مدينة خوتن  Hotan؟ إحدهن كانت تعمل ممرضة والأخرى معلمة  – هل حولتهن المعسكرات إلى إماء في العصر الحديث لإنتاج أحذيتكم؟ أو هل تفضل مصانعكم النساء الأويغور الأصغر سنا اللواتي أجبرن على العمل على بعد آلاف الأميال عن بيوتهن، حتى لا يتزوجن ويصبحن ربات بيوت ويحملن بالأطفال مثل ما حدث لشقيقة زوجي الثالثة المفقودة؟

عندما قامت السطات الصينية بأخذ أختي، لم يخلد بذهني أن العثور عليها مرة أخرى سيكشف لي بشكل صادم أن هناك شركات أمريكية متواطئة في حالات الإختفاء هذه. وأتذكر هنا الذي حدث قبل 75 عامًا، عندما استخدمت الشركات مثل سيمنز “Siemens” وبي إم دبليو”BMW”  وفولكس واجن “Volkswagen” العمالة اليهودية القسرية في مصانعها، وهي الآن متواطئة مرة أخرى عبر استخدام مورديها للعمالة القسرية الأيغورية، مما يجعل من معسكرات الاعتقال اليوم مشروعًا مربحًا. ولكن للأسف هذه المرة أيضاً انضمت بقية الشركات العالمية الكبرى في هذا التواطؤ.

إن قانون ماغنيتسكي “Global Magnitsky” ينص على معاقبة الأفراد الجناة ويحظر أي تجارة للمنتجات المصنعة  من قبل العمالة القسرية، فمن الذي يمنع تطبيق هذا القانون؟ هل ياترى تم منح الرئيس الصيني شي جين بينغ “Xi Jinping”حق الفيتو على القوانين الأمريكية؟ أتسآل بالضبط ما هو الجزء من  العبارة “أبدا مرة أخرى!” يمكن ترجمته الى عدم معاقبة الجناة الصينيين المسؤولين عن معسكرات الاعتقال وعدم ربطهم بالجهات التي تساعدهم وتمكن لهم؟

إن تعامل الصين مع وباء فيروس كورونا ، مقلق للغاية فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي حيث يتم استخدام العمالىة القسرية الأيغورية كعمالة فائضة يمكن التخلص منها لإعادة فتح تلك المصانع المتوقفة وإرسالها إلى منطقة ووهان بؤرة هذا الفيروس. لقد كان للتعامل الاستبدادي الصيني سبب في نشؤ هذا الوباء العالمي، وأفعالها وخداعها وإنكارها واخفائها للحقائق، والتضليل، ومعاقبة المحذرين الأوائل، واتخاذها الأساليب القمعية والأمنية بدلاً من تقديم المساعدة الطبية لأكبر عدد ممكن من الأرواح ، وهذا الذي لا نريد أن نسير عليه اليوم، إن الصين بعدم اقفال معسكرات الاعتقال وإطلاق المحتجزين بها فهي تغامر بسلامة البشر.

إنه ليحزنني أن أرى هذه القسوة والوحشية بواقع المجتمعات العالمية، وهي عاجزة عن عمل شيء تجاه هذه الإبادة الجماعية لشعبنا. والأدهى أن الصين ليس فقط تفلت من محاسبتها على الإبادة الجماعية ولكن تحصل فوق ذلك على “مكافأة” باستضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022. ويغضبني أن أرى أختي والملايين الآخرين من الأويغور يتحولون إلى ضمانات بشرية لصفقات التجارة الدولية والمزايا الاقتصادية. كما يقلقني أن أرى الصين كقوة قادرة على تهديد العالم بالأسلحة القوية، والتهديدات التجارية ، ومبادرة الحزام وطريق الحرير، ودبلوماسية فخ الديون ، والتلاعب داخل الأمم المتحدة.

علاوة على ذلك، تقوم الصين برشوة بعض السياسيين الرئيسيين ووسائل الإعلام والعلماء في جميع أنحاء العالم والاستفادة منهم في الدفاع عنها وقد نجحت في إسكات الإدانة الدولية لجرائمها المخزية، في رأيكم مالذي سيحدث إذا استمرهذا الوضع دون رادع؟

إن الاستمرار في القيام بالأعمال التجارية كما هو سائر اليوم مع الصين فيه تواطء مع ما يحدث من إبادة جماعية ويدعم كذلك انتشار القومية الشيوعية الصينية الشمولية في العالم. سوف يتذكر التاريخ أولئك الذين تصرفوا ولم يسكتوا وأولئك الذين آثروا السكوت وغضوا الطرف عما ينبغي عمله. فنحن جميعا مسؤولون عما سيحدث بعد ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *